Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
التاريخ الإسلامي

علماء المسلمين, التاريخ الإسلامي، قصص و عبر, معارك المسلمين

معركة نيكوبوليس

معركة نيكوبوليس

معركة نيكوبوليس

المعارك الاسلامية

شهد التاريخ الإسلامي في القرون الوسطى عدة حروب، خاضها المسلمون ضد الغزاة الذين جاؤوا من كل حدب وصوب إلى بلادهم في المشرق والمغرب طمعاً في ثرواتها الطبيعية الوفيرة، وسعياً لاحتلالها والسيطرة على موقعها الفريد ذي الأهمية البالغة على خريطة العالم·

وكان المسلمون في كل تلك الحروب يدافعون عن أنفسهم ودينهم، الحنيف وحريتهم، وحماية لأوطانهم وحضارتهم من أولئك الغزاة ، وغالباً ما كانت تلك الحروب تحسم بمعارك فاصلة بين المسلمين والغزاة، كتب للمسلمين فيها النصر المبين تحقيقاً لوعد الله لهم في قوله تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير}(الحج 39).

ولعل من أعظم معجزات التاريخ هي إنتصار جيش قليل العدد على جيش كبيرأضخم منه عددا و عُدّة ؛ و قد تكررت هذه المعجزات بإنتصار المسلمين على أعدائهم في معارك كثيرة منها معركة حطين ومعركة ملاذ كرد و معركة نهاوند ومعركة اليرموك و القادسية و الدونونية أو معركة شقحب و غيرها كثير يشهد به التاريخ الاسلامي وكان تعلق المسلمين بالله و يقينهم أن النصر من عند الله و تهييئ أسباب النصر و الاخد من أسبابه من أهم مايميز المسلمين عن باقي الامم ·

معركة نيكوبوليس

معركة نيكوبوليس أو ( نيقوبولس) وقعت سنة (800هـ/1396م) وأسفرت عن هزيمة جيش التحالف المجري البلغاري الويلزي الفرنسي البرغندي الألماني وقوات متنوعة (بمساعدة من البندقية بالببحر) على يد جيوش الامبراطورية العثمانية بقيادة السلطان بايزيد الأول ، و نهاية الإمبراطورية المجرية الثانية . وغالبا ما يشار إليها باسم واقعة الحملة الصليبية في نيكوبوليس وهي لا تقل أهمية عن معركة موهاكس.

خلفية الصراع

بعد انتصار العثمانيين في معركة كوسوفو في عام 1389، كانوا قد غزو معظم البلقان ، وتقلّصت الإمبراطورية البيزنطية إلى المنطقة المحيطة مباشرة من القسطنطينية ، التي شرعوا في وقت لاحق لمحاصرتها (عام 1390 1395، و 1397، 1400، 1411 ، 1422 و أخيرا قهر العاصمة البيزنطية في 1453). عام 1393 خسر القيصر إيفان عاصمته المجرية نيكوبوليس على ايدي العثمانيين، بينما شقيقه ايفان ظلّ متماسكا امام الغزو العثماني في فيدين . في نظر النبلاء البلغاريين المجر كانت تلك الحملة العثمانية فرصة لعكس مسار الفتح العثماني وتحرير البلقان من الحكم الإسلامي. خشية من سيطرة العثمانيين على نهر الدانوب و المضائق التركية بالتالي احتكارها طرق التجارة بين أوروبا و البحر الأسود.

في آب، فوّض سيغيسموند أربعة فرسان وأسقفا بإعلان لمحكمة باريس أن يظهروا فيه وصفا لكيفية غزو اربعين الف جندي من الأتراك للأراضي المسيحية وسلبها وطلب نجدة المجر بالنيابة عنه استجاب مجلس النبلاء الفرنسيين بشكل كبير إلى الإعلان واعلن مارشال فرنسا وعدد من الدول الأوروبية أن المشاركة في الحملة واجب على كل "رجل ذا شجاعة"....

بايزيد الأول" الصاعقة"

السلطان بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل، (ولد عام 1345 وتوفي 8 مارس 1403، رابع سلاطين الدولة العثمانية حكم بين عام 1389 و1402. اعتلى العرش بعد مقتل أبيه السلطان مراد الأول، لقب باسم يلدرم أي الصاعقة نظرًا لحركته السريعة بجيوشه وتنقله بين عدة جهات بمنتهى السرعة ، وأرسل بايزيد إلى الخليفة العباسي بالقاهرة يطلب منه الإقرار على لقب سلطان الروم الذي اتخذه بايزيد دليلاً على مواصلة الجهاد ضد أوروبا حتى يفتحها كلها، ووافق الخليفة على ذلك، وانساح كثير من المسلمين إلى بلاد الأناضول حيث الدولة العثمانية القوية المظفرة. وخلفه أبنه السلطان محمد الأول جلبي.

قبل المعركة

كان ملك المجر سيجسموند والبابا بونيفاس التاسع، فقد اتفق عزم الرجلين على تكوين حلف صليبي جديد؛ لمواجهة الصواعق العثمانية المرسلة، واجتهد سيجسموند في تضخيم حجم هذا الحلف وتدويله، باشتراك أكبر قدر ممكن من الجنسيات المختلفة.

وبالفعل جاء الحلف ضخمًا يضم مائة وعشرين ألف مقاتل من مختلف الجنسيات؛ مثل: ألمانيا، وفرنسا، وإنجلترا، وإسكتلندا، وسويسرا، وإيطاليا، ويقود الحلف سيجسموند ملك المجر. وتحرَّكت الحملة الصليبية الجرارة عام (800هـ/1396م) إلى المجر، ولكن بوادر الوهن والفشل قد ظهرت على الحملة مبكرًا؛ ذلك لأن سيجسموند قائد الحملة كان مغرورًا أحمقَ، لا يستمع لنصيحة أحد من باقي قواد الحملة، وقد بلغ به الغرور والاعتداد بجيشه وقوته أن قال: "لو انقضت السماء من عليائها لأمسكناها بحرابنا".

وحدث خلاف شديد على استراتيجية القتال؛ فسيجسموند يُؤْثِر الانتظار حتى تأتى القوات العثمانية، وباقي القواد يرون المبادرة بالهجوم. وبالفعل لم يستمعوا لرأي سيجسموند، وانحدروا مع نهر الدانوب حتى وصلوا إلى مدينة نيكوبوليس في شمال البلقان.

معركة نيكوبولس

بدأ الصليبيون في حصار مدينة نيكوبوليس، وتغلبوا في أول الأمر على القوات العثمانية، ولم يكد الصليبيون يدخلون المدينة حتى ظهر بايزيد ومعه مائة ألف مقاتل، كأنما الأرض قد انشقت عنهم، وكان هذا العدد يقل قليلاً عن التكتل الأوربي الصليبي، ولكنه يتفوق عليهم نظامًا وسلاحًا. وكان ظهور العثمانيين فجأة كفيلاً بإدخال الرعب والهول في قلوب الصليبيين, وبدأت المعركة التي تُعَدُّ من أشرس معارك التاريخ, وقاتل المسلمون يومها قتال مَنْ لا يخشى الموت, وأنزل الله على المسلمين الرحمة والسكينة، وأيدهم بجند من عنده، فقذف في قلوب الذين كفروا الرعب.

وانتهت المعركة بنصر مُبين للمسلمين، ذكرهم بأيام المسلمين الأولى بدر واليرموك، فانهزم معظم النصارى، ولاذوا بالفرار والهرب، وقُتل وأُسر عدد من قادتهم, فقد وقع كثير من أشراف فرنسا -منهم الكونت دي نيفر نفسه- في الأسر، فقبل السلطان بايزيد دفع الفدية، وأطلق سراح الأسرى والكونت دي نيفر، وكان قد ألزم بالقسم على أن لا يعود لمحاربته، وقال له: "إني أجيز لك أن لا تحفظ هذا اليمين، فأنت في حلٍّ من الرجوع لمحاربتي, إذ لا شيء أحب إليَّ من محاربة جميع مسيحيي أوربا والانتصار عليهم".

أما سيجسموند ملك المجر فقد ولّى هاربًا ومعه رئيس فرسان رودس، ولما بلغا في فرارهما شاطئ البحر الأسود، وجدا هناك الأسطول النصراني، فوثبا على إحدى السفن وفرت بهما مسرعة لا تلوي على شيء.

وعلى الرغم من القضاء على القوات الصليبية، إلا أن السلطان بايزيد انزعج لكثرة قتلى المسلمين في المعركة، التي قُدرت بثلاثين ألف قتيل!! وتذكر السلطان بايزيد ما فعله الصليبيون بالحاميات الإسلامية في بلغاريا والمجر, فأمر السلطان بايزيد بقتل الأسرى كلهم ثلاثة آلاف أسير، وفي رواية أخرى عشرة آلاف, ولم يُبْقِ إلا أكابر وعِلية القوم؛ للحصول على فدية ضخمة منهم.

من نتائج الانتصار فى معركة نيكوبوليس

و تضاءلت مكانة المجر في عيون المجتمع الأوربي بعد معركة نيكوبوليس، وتبخَّر ما كان يُحيط بها من هيبة ورهبة، و كان ذلك النصر المظفر له أثر على بايزيد والمجتمع الإسلامي؛ فقام بايزيد ببعث رسائل إلى كبار حكام الشرق الإسلامي؛ يُبشرهم بالانتصار العظيم على النصارى، كما أرسل إلى الخليفة العباسي المقيم بالقاهرة، يطلب منه أن يقر هذا اللقب؛ حتى يتسنى له بذلك أن يُسبغ على السلطة التي مارسها هو وأجداده من قبله، فوافق السلطان المملوكي برقوق حامي الخليفة العباسي على هذا الطلب؛ لأنه يرى بايزيد حليفه الوحيد ضد قوات تيمورلنك، التي كانت تهدد الدولة المملوكية والعثمانية. واتخذ بايزيد لقب "سلطان الروم”؛ كدليل على وراثته لدولة السلاجقة، وسيطرته على كل شبه جزيرة الأناضول.

وتُعتبر معركة نيكوبوليس بالنسبة إلى المسيحيين أعظم كارثة على الإطلاق في العصور الوسطى، وبلغ السلطان بايزيد قمَّة مجده بعد تلك المعركة، وفي نشوة الفرح والانتصار أعلن السلطان: «أنه سيفتح إيطاليا بإذن الله، وسيُطعم حصانه الشعير على مذبح كنيسة القديس بطرس في روما».

المصدر موقع التاريخ الاسلامي

https://goo.gl/bvm9sy

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article